عتبر نائب رئيس الجمهورية العراقية،الاثنين، حادثة كنيسة سيدة النجاة وسط العاصمة بغداد مؤشراً على خلل كبير في الجهدالاستخباري وفي التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ورأى في العملية خطة منظمة لإفراغ البلاد من مكون رئيسي من مكوناتها،داعيا كل الأطراف إلى تحمل المسؤولية وتشكيل حكومة شراكة حقيقية وفقا لمبادرة برزاني تعمل علىترسيخ الأمن وتعزيز الاستقرار.
وقال عادل عبد المهدي في بيان صحافي تلقت "السومريةنيوز"، نسخة منه، إن "اقتحامعصابات الإرهاب والجريمة المرتبطة بتنظيم القاعدة كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد،يؤشر الى وجود خلل كبير في الجهد الاستخباراتي وفي التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية"،مضيفا أننا "نبهنا لهذا الأمر مرات عدة وفي مناسبات مختلفة".
وكان مستشار جهاز مكافحة الإرهاب سمير الشويليقال في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"،اليوم، إن عدد المسلحين الذين اقتحموا كنيسة سيدة النجاة، يوم أمس، في منطقة الكرادةوسط بغداد يبلغ عشرة، قتل اثنان منهم بواسطة القناصة، وفجر ثلاثة آخرين أنفسهم بأحزمةناسفة خلال دخول القوات الأمنية إلى الكنيسة، فيما اعتقل الخمسة الباقون"، مبيناً ان "غالبيتهميحملون جنسيات عربية".
وأضاف نائب رئيس الجمهورية "في الوقت الذي نعلن حزننا وألمنا الشديدين لهذاالعدوان السافر وما أسفر عنه من ضحايا، والذي يستهدف ارباك الاوضاع العامة في البلاد،وخلق الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، نؤكد وقفتنا الكاملة مع عوائل الضحايا ونشيد ببطولةوبسالة قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وتضحياتها الكبيرة من اجل ارساء دعائم الامنوالاستقرار ودحر عصابات الارهاب".
وكانت الحصيلة النهائية لعملية تحرير الرهائنالذين احتجزتهم مجموعة مسلحة داخل كنيسة النجاة وسط بغداد أمس بلغت 45 قتيلاً و70 جريحاًبينهم عدد من عناصر القوات الأمنية.
وشدد عبد المهدي على ضرورة "السعي الجادلسد الثغرات التي يتسلل منها الإرهابيون، والاعتماد على الجهد الاستخباراتي المنظموالدقيق الذي يساعد على اكتشاف الجريمة قبل وقوعها"، مشيرا إلى أن "هذا الخرقالأمني في قلب العاصمة وقبله بأيام معدودة في منطقة بلدروز في محافظة ديالى يستدعيمن الجميع تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة".
وأشار إلى أن "استهداف المسيحيين يتم بخطة منظمة في طول البلادوعرضها بهدف إفراغ البلاد من مكون رئيسي من مكونات الشعب العراقي وجزء من شخصيته التاريخيةوالثقافية والوطنية ما يعني فقدان احد عناصر الشخصية العراقية بشكل لا يمكن تعويضه"، موضحا أن"هذه الخطة المنظمة للارهاب يجب أن تقابلها خطة منظمة من الدولةلحماية المسيحيين وإدخال الطمأنينة والاستقرار إلى نفوسهم القلقة".
ودعا عبد المهدي إلى "حث الخطى من اجل تشكيلحكومة شراكة وطنية حقيقية تأخذ على عاتقها مسؤولية ترسيخ الأمن وتعزيز الاستقرار وتقديمأفضل الخدمات وتطوير الاقتصاد وتوفير فرص الاستثمار والقضاء على البطالة"،مجددا التأكيد على "اهمية توفير فرص النجاحلمبادرة برزاني باعتبارها مدخلا هاما وأساسيا لحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد".
وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان فإن المسلحين فجرواقرابة الساعة السادسة من مساء أمس الأحد، عبوة لاصقة بسيارة مدنية كانت متوقفة بالقربمن الكنيسة بعدها فجروا سيارة مفخخة كانت على مقربة من التفجير الأول ثم ما لبثوا أناشتبكوا مع رجال الشرطة المتواجدين في محيط المكان وهرعوا باتجاه الكنيسة التي كانتمليئة بالمصلين.
وكان مصدر في الشرطة العراقية أفاد في حديث لـ"السومريةنيوز" بأن عدد المصلين الذي كانوا داخل الكنيسة بلغ نحو 20 شخصاً غالبيتهم منالنساء والأطفال، إلا أن عدداً من الرهائن أبلغوا "السومرية نيوز" عبر اتصالمن جهاز هاتف محمول كان معهم في الغرفة التي احتجزوا فيها أن عددهم كان أكثر من 50شخصاً.
وكان أحد الرهائن ذكر في حديث لـ"السومريةنيوز"، أنه تم احتجازه مع الآخرين في غرفة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 25 متراًمربعاً خلف مذبح الكنيسة، مضيفاً أن المسلحين أغلقوا منافذها وأبوابها بإطارات سيارات،وكانوا يطلقون النار عشوائياً داخل الكنيسة وعلى القوات الأمنية التي كانت طوقت المكان.
وقبيل شروع القوة الأمنية الخاصة باقتحام الكنيسةذكرت الرهينة باتصال آخر، أن المسلحين قطعوا الكهرباء والتهوئة عن الغرفة التي احتجزوهمفيها، مبيناً أن الرهائن كانوا في حالة هلع وقد انبطحوا جميعهم على الأرض ووضعوا أيديهمفوق رؤوسهم.
وكانت قنوات فضائية ووسائل إعلام محلية نقلتأن المسلحين الذين يحتجزون أكثر من عشرين رهينة داخل كنيسة سيدة النجاة وسط العاصمةبغداد، طالبوا بإطلاق سراح معتقلين ينتمون لتنظيم القاعدة من السجون العراقية مقابلإطلاق سراح الرهائن، مرجحة أن المسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة.